يتحدث الكتاب المقدس والقرآن عن الرجل والمرأة منذ قصة الخلق، وفي هذا المقال، نستعرض أهم أوجه التشابه والاختلاف بينهما.
1. الكرامة والقيمة: هل المرأة مساوية للرجل في الأصل؟
في الكتاب المقدس
عند خلق الإنسان:
“فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكرًا وأنثى خلقهم.” (تكوين 1:27)
تفسير القس أنطونيوس فكري: هذه الآية توضح أن الرجل والمرأة خُلقا معًا، وعلى صورة الله، بنفس الكرامة، ودون تفضيل أحدهما على الآخر. أي أن المرأة منذ البداية لها نفس القيمة والهوية الروحية مثل الرجل.
في القرآن الكريم
“يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها…” (النساء: 1)
تفسير الطبري: “خلق منها زوجها” أي أن حواء خُلقت من ضلع آدم.
تفسير ابن كثير: يؤكد أن المرأة خُلقت من الرجل، وأنها فرع منه.
2. وضع المرأة في الحياة الأبدية
في الكتاب المقدس
في ملكوت الله، لا فرق بين الرجل والمرأة من حيث المكانة أو الجزاء:
“ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع.” (غلاطية 3:28)
تفسير القمص تادرس يعقوب: الرجاء في الحياة الأبدية هو أن نكون مع الله ونراه وجهًا لوجه (رؤيا 22:4)، سواء كنا رجالًا أو نساءً، ولا يوجد أي تمييز في المكافأة السماوية.
في القرآن الكريم
الجنة في القرآن غالبًا ما تُوصف بمكافآت خاصة بالرجال:
• “حور عين” (الواقعة: 22)
• “ولدان مخلدون” (الواقعة: 17)
• “كواعب أترابًا” (النبأ: 33)
نادراً ما يُذكر نص يوضح مكافآت النساء في الجنة. يُفهم غالبًا أن المرأة تتبع زوجها أو يُعوّضها الله بزوج أفضل. الحور العين ذُكرن كجزء من نعيم الرجل، ولم يُذكر ما يعادله للنساء.
3. صوت المرأة ومكانتها المجتمعية
في الكتاب المقدس
هناك نساء قُدن شعب الله:
• دبّورة: نبية وقاضية (قضاة 4:4)
• مريم أخت موسى: نبية (خروج 15:20)
• فيبي: “خادمة الكنيسة” (رومية 16:1)
• برسكلا: معلمة وشاركت بولس في التعليم
المرأة شاركت في التعليم، والخدمة، والكرازة.
في القرآن الكريم
لا توجد امرأة نبية أو قائدة في الإسلام. المرأة مأمورة بالقرار في البيت:
“وقرن في بيوتكن…” (الأحزاب: 33)
لا يجوز لها الإمامة أو القضاء أو التعليم الشرعي العلني عند كثير من الفقهاء.
فتاوى ابن باز وابن عثيمين: المرأة لا تكون إمامة ولا قاضية.
تفسير الطبري: النساء مأمورات بالهدوء وعدم رفع الصوت.
4. تعدد الزوجات: تكريم أم جمع؟
في القرآن الكريم
“فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة…” (النساء: 3)
الإسلام أباح تعدد الزوجات حتى أربعة. المعيار هو “العدل” في النفقة والمعاملة الظاهرة (تفسير الطبري).
لكن الآية تقول: “ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم” (النساء: 129)
هذا يعني أن العدل الحقيقي صعب، ومع ذلك أُبيح التعدد. مشاعر المرأة لم تُذكر صراحة. صيغة “مثنى وثلاث ورباع” تُعطي إيحاء بالعدد، لا بالمحبة أو الشراكة.
في الكتاب المقدس
الله خلق رجلًا واحدًا لامرأة واحدة:
“لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا.” (تكوين 2:24)
يسوع أكّد هذا المبدأ:
“فالذي جمعه الله لا يُفرّقه إنسان.” (متى 19:6)
رغم وجود تعدد الزوجات في العهد القديم عند بعض الشخصيات، كان دائمًا يسبب مشكلات وألم (مثل يعقوب مع راحيل وليئة)، ولم يكن بحسب قصد الله.
تفسير القمص تادرس يعقوب: “الله لم يخلق آدم ومعه أربع نساء، بل واحدة فقط، لتكون شريكة محبوبة لا تُهان.”
تعدد الزوجات ليس مجرد أمر اجتماعي، بل رسالة سلبية تقول للمرأة: “أنتِ لستِ كافية.”
الخلاصة
النص الذي يقلل من قيمة المرأة، من الصعب أن يُبنى عليه مفهوم المساواة الحقيقية أو الشراكة الكاملة.
ويبقى السؤال: أي منظور يقدم للمرأة كرامة كاملة منذ البداية وحتى الأبدية ؟