عمري 23 سنة . إني مستعد أذهب للسماء لما يجيء دوري . وأنا سعيد حقاً . منذ أسبوع رأيت حلماً سآخذه معي عند إعدامي بالكرسي الكهربائي.
حلمت أنني ذاهب للسماء ، ومعي يسوع . كنت أصعد الدرجات أربعاً أربعاً بينما يسوع يصعدها درجتين درجتين، وسألني يسوع عن سبب استعجالي ، فأجبت أنني أتعجل الوصول إلي هناك . وعندما وصلت أحاط الملائكة بي.
وقد يستغرب بعض الناس هذا الكلام من شخص داخل السجن ملحداً ، ولكن الاستغراب سيزول عندما يعرفون كيف التقيت بالله باكراً ذات صباح ، فقد دعتني سيدة لحضور خدمة دينية بالسجن ، وكنت وقتها ألعب الورق مع زملاء لي ، فضحكت وقلت : أنا لا أؤمن بالله قلتها بفخر ومضيت ألعب . لكن السيدة رجتني بإلحاح ، فتجاهلتها . ولكنها قالت عبارة شدَّت انتباهي .
قالت: ” إن كنت لا تؤمن بالله فجِّرب هذه التجربة . قبل أن تنام الليلة اطلب من الله أن يوقظك في أي ساعة، وعندما يوقظك اطلب منه أن يغفر خطاياك”.
وكان كلامها كلام الواثق ، فأثَّرت فيَّ . ولم أذهب للخدمة الدينية ، واكني تذكرت قولاً عن التجربة ، وقلت :” يا رب ، إن كنت موجوداً أيقظني الليلة الساعة الثالثة إلا ربعاً صباحاً “.
كان الجو شتاء ، وكانت النوافذ مغطاة بالصقيع . ونمت نوماً عادياً ، وبعدها جافي النوم عينيَّ ، فاستيقظت . وشعرت بالحر والعرق مع أن الزنزانة كانت باردة ، وكان كل شيء هادئاً ما عدا أنفاس بعض السجناء وشخير أحدهم . ثم سمعت خطو أقدام خارج الزنزانة ، عرفت فيها خطوات الحارس ، فسألته عن الساعة فقال: ( الثالثة إلا ربعاً) . وقفز قلبي داخلي ! ومضي الحارث دون أن يراني أقوم من فراشي وأركع . ولا أذكر ماذا قلت لله ، ولكني رجوته أن يرحمني أنا القاتل الأثيم . ولقد خلصني في تلك الليلة ، فلقد آمنت بابنه يسوع المسيح منذ تلك الليلة.
وكنت قد وعدت أن أضرب أحد السجناء في اليوم التالي ، فذهبت إليه ، ولكنه تراجع قائلاً : ” لا أريد أن أتعارك .. لقد جئت لأراك ” وكان بعض السجناء قد جاءوا ليروا العراك ، ولما لم يحدث إغتاظوا !
ولكني قلت ” لقد خلصني الله من خطاياي ، ولن أتعارك”.
وطن زملائي أنني أقوم بمسرحية حتي أنقذ نفسي من الإعدام بالكرسي الكهربائي .
ونُظرت قضيتي مرة أخري أمام محكمة ( إلينوي) العليا ، لكن المحكمة حكمت بالإعدام . وقد ضايقني هذا ، لكني لم أفقد إيماني بالله، فإني أعلم انه سيكون معي .ولذلك فلست خائفاً .
ويحكي بت تانس (أحد مبشري السجن ) ما جري مع أرنست جايزر في ساعته الأخيرة علي الأرض .وقال (دُعيت إلي زنزانة أرنست قبل منتصف الليل بساعة وكان الجو يبدو مشحوناً ، والحراس يتكلمون معه حتي يُبعدوا عن تفكيره رحلة نصف الليل، ولكن كلامهم كان لغواً ، كما يكون الكلام عندما لا يعرف الواحد منا ماذا يقول . وعندما دخلت إلي الزنزانة ابتسم أرنست وحيَّاني وحيَّيته ، وكان قسيس يقرأ معه من الكتاب المقدس ، فناولني الكتاب ، فقرأت من فيلبي الأصحاح الأول . وانحني أرنست الأمام وأنا أقرأ (لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح .. لي اشتهاء ان أنطلق وأكون مع المسيح . ذلك أفضل جداً).
وبعد لحظات أُلبس الطاقية السوداء وبدأ رحلته الأخيرة . كان علي جانبيه حارسان يبدوان قلقين ، ولاحظ أرنست هذا التوتر فقال” أيها الصديقان ، لماذا ترتعشان ؟ أنا لست خائفا؟ “.
وأخيراً في الساعة الثانية عشرة وثلاث دقائق وُجِّهت أول صدمة كهربية من الصدمات الثلاث إلي جسمه .. وفي الثانية عشرة والربع أعلن خمسة أطباء أنه مات ، ولكني كنت أعلم أنه حي .. جسده فقط مات . وعندما غادرت السجن ذكرت القول ( لأن لي الحياة هي المسيح ، والموت هو ربح )