من أهم الأسئلة التي تحدد نظرتنا لأنفسنا وعلاقتنا بالله هو: كيف يرى الله الإنسان؟ الإيمان بما تصدقه عن نظرة الله لك سيغير كل حياتك.

نظرة الله للإنسان في القرآن

عند قراءة القرآن، تتشكل صورة عن نظرة الله للإنسان من خلال أوصاف متكررة في العديد من المواضع:

1. الإنسان عبد

“وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” (الذاريات: 56)
الله في القرآن يخاطب الإنسان من موضع السيد، والإنسان في موضع العبد. العلاقة تقوم على الطاعة والامتثال.

2. الرحمة مشروطة

“إن الله يحب المتقين” (آل عمران: 76)
“إن الله لا يحب الكافرين” (آل عمران: 32)
محبة الله في القرآن مشروطة، فهي ليست لمجرد كون الإنسان مخلوقه، بل تتطلب أن يكون تقيًا، صالحًا، مجاهدًا، مؤمنًا.
الخلاصة:
الإنسان في القرآن عبد لله، والله سيد يُطاع. العلاقة قائمة على الأوامر والنواهي، وفيها عبادة وخضوع، لكنها لا توصف كعلاقة حب شخصية أو قرب عميق.

نظرة الله للإنسان في الكتاب المقدس

الكتاب المقدس يقدم صورة مختلفة تمامًا: الإنسان ليس مجرد عبد، بل محبوب ومخلوق على صورة الله، ومقصود لعلاقة شخصية وعميقة معه.

1. مخلوق على صورة الله

“فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه، ذكرًا وأنثى خلقهم” (تكوين 1: 27)
الصورة هنا تعني الجوهر: عقل، إرادة، حرية، محبة، وقدرة على الشركة.

2. محبة شخصية أبدية

“محبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة” (إرميا 31: 3)
الله يحب الإنسان حبًا دائمًا وغير مشروط.

3. شوق للعلاقة

“هأنذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي” (رؤيا 3: 20)
الله يدعو الإنسان لمشاركة حقيقية، وليس مجرد تنفيذ أوامر.

4. علاقة أب بابنه

“أكون له أبًا، وهو يكون لي ابنًا” (صموئيل الثاني 7: 14)
العلاقة هنا تقوم على البنوة، حيث يوجد الحب والاحتواء والفرح برجوع الإنسان.

الفرق بين العبد والابن

العبد الابن
ينفذ الأوامر خوفًا يشارك في الرؤية والحب
لا يعرف قلب السيد يعيش في قلب أبيه
يعمل لينال الرضا محبوب أصلًا
يظل في خوف ينمو في ثقة
يرى الله سيدًا يرى الله أبًا ويقول: “يا أبا الآب” (رومية 8: 15)

 

السؤال ليك:
هل خلقك الله لكي تخاف منه… أم لكي تحبه وتعيش معه؟