في هذا المقال سنقارن بين الهدف من خلق الإنسان كما جاء في القرآن وكما جاء في الكتاب المقدس.

أولًا: هدف الخلق في القرآن

“وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”
(سورة الذاريات: 56)
الله في القرآن لم يخلق الجن والإنس لقضاء حاجة أو سد نقص، بل أمرهم بالعبادة، أي طاعته وإخلاصهم له.
تفسيرات المفسرين
• ابن كثير: العبادة لا تقتصر على الرضا الاختياري، بل تشمل الخضوع حتى لو كرهًا، “طوعًا أو كرهًا”.
• القرطبي: بعض المفسرين كالضحاك وابن عباس قالوا إن المقصود هم المؤمنون فقط، لكن النص جاء بصيغة العموم.
المعنى العام:
الخلق للعبادة والخضوع لله، سواء بالاختيار أو بالإجبار.

العبادة في القرآن

ليست مجرد صلاة أو صوم، بل طاعة كاملة لله في كل جوانب الحياة. ومن لا يطيع يبتعد عن الهدف الذي خُلق من أجله.
“وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين…”
(سورة البينة: 5)
هذه الآية تؤكد أن الطاعة والعبادة هما أساس وجود الإنسان، وأن العلاقة بين الإنسان والله في الإسلام قائمة على العبودية والطاعة، لا على علاقة حب شخصية.

ثانيًا: هدف الخلق في الكتاب المقدس

في الكتاب المقدس، الهدف من خلق الإنسان ليس مجرد عبادة أو طاعة، بل علاقة حقيقية وشركة عميقة مع الله.
“فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه” (تكوين 1: 27)
مفهوم “على صورته”
• الأنبا أنطونيوس فكري: الإنسان يحمل صفات الله مثل حرية التفكير، حرية الاختيار، القدرة على الحب، والقدرة على العمل والتسلط الروحي.
• القديس يوحنا الذهبي الفم: “على صورتنا” تعني أن الإنسان مكرَّم بحرية عقلية ليُسيطر على نفسه، لا أن تتحكم فيه شهواته.

شركة وحب وليس عبودية

“الله أمين، الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا” (1 كورنثوس 1: 9)
• القمص تادرس يعقوب ملطي: ليست شركتنا مع الله معرفة عقلية أو طاعة جامدة، بل اتحاد وحياة في حضرته.
• القديس أغسطينوس: الله خلقنا “لكي نكون له”، وقلوبنا لن تجد الراحة إلا فيه.
الله لا يحتاج لعبادة المخلوقات
الله لم يخلق الإنسان لأنه محتاج لعبادته، فالملائكة كانت تعبده قبله، وهو غير محتاج حتى لعبادة الملائكة. الله كامل ولا ينقصه شيء.

الفرق في نظرة الله للإنسان

في القرآن

في الكتاب المقدس

الإنسان عبد لله

الإنسان ابن محبوب لله

الغاية: العبادة والطاعة

الغاية: العلاقة والشركة

المحبة مشروطة بالإيمان والطاعة

المحبة أبدية وغير مشروطة

العلاقة قائمة على السيد والعبد

العلاقة قائمة على الأب والابن

 

السؤال الجوهري:

هل أنت مخلوق لتكون عبدًا يثبت نفسه بالطاعة؟ أم ابنًا محبوبًا يشتاق الله لعلاقته حتى وهو خاطئ؟