الطوفان
بعد ما الناس بدأت تكتر على الأرض، بقى فيه منهم اللي بعيد عن ربنا، هما وأولادهم. وفي نفس الوقت، كان بيتكاثر نسل شيث (اللي ربنا عوض بيه آدم)، ودول كان منهم “أبناء الله” (أي اللي عارفين الله وبيدعوا باسمه).
مع كترة الناس، اختلط “أبناء الله” بـ “بنات الناس” واتجوزوا منهم، وده ماكانش مقبول عند ربنا. وكان كمان الناس طغت، ونتيجة جواز “أبناء الله” بـ “بنات الناس”، اتولد لهم أولاد كانوا “جبابرة”.
والأرض زاد فيها الشر، وفسدت. ربنا من كتر غضبه قال: “أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ”.
نوح والفُلك
وكان نوح موجود في الفترة دي، وكان راجل بار وكامل وماشي مع الله. وكان له ٣ أبناء: سام، وحام، ويافث، ولهم ٣ زوجات.
ولما فسدت الأرض قدام الله، واتملت ظلم، ولأن شر الإنسان كان بيزيد كل يوم، قال ربنا لنوح: “اصنع لنفسك فلكاً” (سفينة) واجمع فيها من كل كائن حي طاهر سبعة ذكر وسبعة أنثى، ومن الطيور والبهائم ومن كل دبابات الأرض. ومن البهائم اللي مش طاهرة: اتنين (ذكر وأنثى). وخد أكل ليك وليهم. وادخل إنت ومراتك وأولادك ومراتاتهم السفينة.
“ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله”.
حدوث الطوفان
وربنا مطّر على الأرض أربعين يوم وأربعين ليلة، وحصل الطوفان. والمياه كترت ورفعت السفينة عن الأرض، وفضلت ماشية على وش المياه. والمياه زادت أوي جداً جداً لدرجة إنها غطت كل الجبال العالية اللي على الأرض.
فماتت كل الكائنات الحية وكل الناس. ومحا الله كل كائن كان على وش الأرض، وما فضلش غير سفينة نوح باللي فيها. وفضلت المياه على الأرض (١٥٠) يوم بعد ما الطوفان وقف.
الميثاق (العهد)
وبعد كده، ربنا كلم نوح وقاله اخرج من السفينة إنت وكل اللي فيها.
فخرج نوح، وبنى مذبح للرب، وقدم “محرقات” على المذبح. “فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا”. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ”.
وبارك الله نوح وبنيه وقال لهم: “أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ”.
وأقام الله عهد (ميثاق) مع نوح وأولاده معاه، قائلاً: “أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلاَ يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضًا بِمِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَلاَ يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ الأَرْضَ”. (سفر التكوين 9: 11).
وعلامة الميثاق اللي أنا حاطه بيني وبينكم: “وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاق بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ”.
العلامة دي هي “قوس قزح” اللي بيظهر في السما بعد المطر ولما الشمس تطلع وسط السحاب، وساعتها بيظهر قوس قزح المعروف بـ “ألوان الطيف”.
نسل نوح
وأبناء نوح التلاتة هما اللي اتفرعت منهم كل شعوب الأرض.
وبارك نوح أولاده سام ويافث. أما كنعان ابن حام، قال نوح “ملعون كنعان” وليكن عبداً لهم. وده لأن حام (أبو كنعان) شاف عورة أبوه ومغطاهوش وهو نايم، لكن سام ويافث ستروه (غطوه) ووشهم كان للخلف.
وعاش نوح بعد الطوفان، وكانت كل أيام نوح (٩٥٠ سنة).
وعاش أبناء نوح وخلفوا أولاد بعد الطوفان:
● بنو يافث: جومر وماجوج وماداي وياوان وماشك وتيراس.
● بنو حام: كوش ومصرايم وفوط وكنعان.
● بنو سام: سام (أبو كل بني عابر “العبرانيين”).
واتفرقت الأمم في الأرض بعد الطوفان. وكانت الأرض كلها لسان واحد ولغة واحدة، لحد ما جه وقت بناء برج بابل.
ولنكمل فيما بعد…