من السقوط إلى الطوفان (نسل قايين ونسل شيث)

بعد ما خرج آدم وحواء من الجنة مطرودين بسبب كسرهم لوصية ربنا لـمّا أكلوا من شجرة معرفة الخير والشر، بيقول الكتاب المقدس في (سفر التكوين الإصحاح الثالث، آية ٢٣): “فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا.”.
عاش آدم وحواء في الأرض، واتجوزوا زواج جسدي، فحبلت حواء وولدت “قايين”، وبعده ولدت أخوه “هابيل”.
القربان الأول والجريمة الأولى
لما كبروا، كل واحد فيهم اشتغل في مهنة:
● قايين كان مزارع (بيشتغل في الأرض).
● هابيل كان راعي غنم.
وكان كل واحد فيهم بيقدم قربان لربنا كنوع من التقرب والتوبة. هابيل كان بيقدم أحسن غنم عنده قربان لربنا، “فنظر الرب إلى هابيل وقربانه”. أما قايين، فكان بيقدم من زرع الأرض، “وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ”.
قايين اتغاظ جداً من هابيل، والغيرة ملأت قلبه من ناحية أخوه. “وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ”. ودي كانت أول جريمة قتل تعرفها البشرية.
نسل قايين: البُعد عن الله
بالطريقة دي، آدم وحواء فقدوا ولادهم: هابيل مات (والكتاب المقدس ما ذكرش إذا كان له أبناء أو لأ)، أما قايين، زي ما بيقول الكتاب المقدس في (سفر التكوين الإصحاح الرابع، آية ١٦): “فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ، وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ.”.
قايين اتجوز هناك وبقى عنده أولاد ونسل. خلف ولد اسمه “حنوك”، وكان بيبني مدينة، فسمى المدينة “حنوك” على اسم ابنه.
معنى إن قايين “هرب من وجه الرب” إنه بَعَد عن ربنا، ومن الواضح إنه بَعَد كمان عن أبوه وأمه (آدم وحواء). ومن نسل قايين ده، جه واحد اسمه “لامك” اللي اتجوز اتنين (عادة وصلة). وفي يوم، قال ليهم زي ما بيذكر الكتاب المقدس في (الإصحاح الرابع، آية ٢٣ و٢٤):
وقال لامك لامرأتاه عادة وصلة: “اسْمَعَا قَوْلِي يَا امْرَأَتَيْ لاَمَكَ، وَأَصْغِيَا لِكَلاَمِي. فَإِنِّي قَتَلْتُ رَجُلًا لِجُرْحِي، وَفَتىً لِشَدْخِي. إِنَّهُ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ، وَأَمَّا لِلاَمَكَ فَسَبْعَةً وَسَبْعِينَ”.
ده معناه إن نسل قايين توارث القتل والبُعد عن الله، زي ما عمل قايين. وعشان كده، قايين ونسله ما تذكروش في نسل آدم (اللي تاب)، واللي ربنا عوضه بنسل تاني يعرف الله ويدعو باسم الله، ويكون منهم المخلص.
نسل شيث: “أبناء الله”
ربنا عوض آدم وحواء، و خلفوا ولد سموه “شيث”. زي ما اتذكر في نفس (الإصحاح الرابع، آية ٢٥): “وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضًا، فَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثًا، قَائِلَةً: «لأَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلًا آخَرَ عِوَضًا عَنْ هَابِيلَ»”.
وولد لشيث كمان ابن اسمه “أنوش”، ومن هنا بدأ نسل شعب الله، اللي بيدعي باسم الرب.
من آدم (من أول شيث) الى نوح، كل المواليد دول كانوا بيعرفوا الله ويدعوا باسم الرب. ومنهم “أخنوخ” اللي اتذكر في (الإصحاح الخامس، آية ٢٤): “وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ”. وده كان بعد ما خلف بنين وبنات. ومن نسله جه “نوح” اللي خلف سام وحام ويافث.
كل نسل آدم من أول شيث لحد أبناء نوح، دول كانوا بيدعوا “أبناء الله”، أي الذين يعرفون الله ويدعون باسمه وعمرهم ما سابوه.
… إلى أن جاءت أسباب (الطوفان).