الإنسان في القرآن

عند النظر في القرآن، نجد أن وصف الإنسان يتكرر في مواضع كثيرة، ويركز غالبًا على ضعف طبيعته، وسرعة تقلبه، وحاجته الدائمة للتقويم والامتحان. ومن الأمثلة:

1. ضعف الطبيعة البشرية

“وخلق الإنسان ضعيفًا” (النساء: 28)
• الطبري: ضعيف عن النساء، أي ضعيف في الهوى والشهوة.
• القرطبي: ضعف الخِلقة وضعف العزم عن المعاصي.

2. الهَلَع

“خُلق الإنسان هلوعًا” (المعارج: 19)
• الهلع: شدة الحرص والجزع عند الفقر، والمنع عند الغنى واليسر.

3. الظلم والجهل

“ظلومًا جهولًا” (الأحزاب: 72)
• ظالم لنفسه، جهول بقدر الأمانة.

4. العَجَلة

“وكان الإنسان عجولًا” (الإسراء: 11)
• من عجلة الإنسان دعاؤه على نفسه أو أولاده بالشر إذا غضب.

الخلاصة:
القرآن يقدم الإنسان كمخلوق ضعيف في جسده وإرادته وعواطفه، عجول، هلوع، ظلوم، جهول، كثير الجدل، وميله للخطأ متكرر. حتى الأنبياء في القرآن يقرّون بضعفهم ويحتاجون لمغفرة الله.
الله في القرآن يقبل الإنسان مشروطًا بالطاعة: “إن الله يحب المتقين”، ما يجعل العلاقة بين الإنسان والله علاقة عبودية وخوف ومحاسبة أكثر من كونها علاقة قرب شخصي أو حب غير مشروط.

الإنسان في الكتاب المقدس

الكتاب المقدس يبدأ بتأكيد قيمة الإنسان وكرامته:
“فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه” (تكوين 1: 27)
يقول الأب متى المسكين: الإنسان ليس فقط مخلوقًا عاقلًا، بل “كائن يحمل صورة الله فيه”، لذلك حتى لو سقط، يبقى محبوبًا ويفتديه الله.
الله خلق الإنسان لأنه يحبه، لا لأنه يحتاجه أو ليعبده، بل ليعيش معه.
الإنسان محبوب قبل أن يعمل أي شيء، والله يبادر بالمحبة وهو يعلم بخطايانا:
“الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا” (رومية 5: 8)
في المسيحية:
• المحبة الإلهية ليست نتيجة الطاعة، بل هي البداية.
• الله يعرف ضعف الإنسان، ولا ينتظر منه أن يصلح نفسه أولًا، بل يقترب منه كالطبيب الذي يذهب إلى المريض.
“ليس الأصحاء بحاجة إلى طبيب، بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبرارًا، بل خطاة” (مرقس 2: 17)
الله يحبك أولًا، وهذا الحب يعطيك القوة للتغيير والبدء من جديد.

الخلاصة

في القرآن: الإنسان مخلوق ضعيف ومتقلّب، والله لا يرضى عنه إلا إذا أطاع.
• في الكتاب المقدس: الإنسان مخلوق على صورة الله، محبوب حتى وهو خاطئ، والله يقترب منه لا لأنه استحق، بل لأنه يحبه منذ البداية.