قصة السقوط: إزاي الإنسان خرج من الجنة؟

إحنا اتكلمنا قبل كده عن خلق آدم وحواء، وإزاي عاشوا في الجنة تحت وصية واحدة: ما ياكلوش من شجرة معرفة الخير والشر. كانوا ماشيين في الجنة عريانين، لا بيتكسفوا ولا بيخافوا من حاجة. ليه؟ لأنهم كانوا لسه ما يعرفوش شهوات الجسد ولا كان في أي فساد جواهم. نفسهم كانت نقية وبريئة من أي شر.
طب إزاي وليه سقطوا قدام ربنا؟ وإيه اللي خلاهم يطردوا من الجنة؟ قبل ما نحكي اللي حصل بالتفصيل من الإنجيل، لازم الأول نعرف مين هو العدو الأبدي، الشيطان، اللي قلبه مليان حقد وشر على الإنسان. مين هو، وإيه سبب عداوته، وإيه اللي كان عايزه من الإنسان، وإزاي هو السبب في طردهم من الجنة اللي ربنا خلقها ليهم.

حكاية الشيطان: الملاك اللي اتكبر وسقط

الشيطان ده كان واحد من الملائكة. الملائكة أجسامهم مش مادية، بيتحركوا بسرعة البرق، وعندهم معرفة وحكمة أكتر بكتير من البشر. عشان كده، هم يعرفوا ربنا أكتر مننا، لأنهم واقفين قدام عرشه، بيسبحوه ليل ونهار، ويسجدوا قدام عظمته.
الملائكة كائنات حرة وبتفكر، بتقدر تختار بين الصح والغلط. ربنا أداهم الحرية، ووصاهم بالصواب، زي ما وصّى الإنسان.
لكن بعض الملائكة، ورئيسهم كان اسمه سطانائيل (الشيطان)، فكروا في حاجة غلط: إنه يبقى زي ربنا الخالق. وده طبعًا مستحيل.
ربنا هو الخالق الوحيد، مفيش حد زيه ولا بيقرب من عظمته.
لكن الشيطان خرج عن طبيعته، وحاول يضيف لنفسه قدرات ربنا، وكان عايز يبقى زيه. عشان كده غلط وسقط من مرتبته. افتكر إن مجده ده بتاعه، مش هدية من ربنا. لما سقط، أغوى معاه مجموعة من الملائكة من مراتب مختلفة. من ساعتها، بقى اسمه “المعاند” أو “المقاوم” لربنا، لأنه ما حسش بغلطه ولا طلب التوبة.
بعد ما ربنا خلق آدم، الشيطان ده جه علشان يوقعه، بنفس الغلطة اللي وقع فيها هو: عدم طاعة ربنا والرغبة في إنه يبقى زي ربنا. الإنجيل بيشهد إن الملاك ده بيحاول يوقع كل الناس بشتى الطرق الشريرة والتجارب الخبيثة.

الخطيئة الأولى: إغواء الحية وسقوط الإنسان

نرجع تاني لآدم وحواء في الجنة، وهم عريانين وما بيتكسفوش لأنهم لسه ما يعرفوش الشر.
لكن الشيطان اللي كان ساقط وحاقد على الإنسان، دبر حيلة عن طريق الحية، اللي كانت معروفة بمكرها ودهائها.
الحية كانت أمكر حيوانات البرية اللي خلقها ربنا. قالت لحواء: “هو صحيح ربنا قال ما تاكلوش من كل شجر الجنة؟”
ردت حواء: “بناكل من ثمر كل شجر الجنة، ما عدا الشجرة اللي في وسطها. ربنا قال ما ناكلش منها ولا نلمسها عشان ما نموتش.”
فقالت لها الحية: “مش هتموتوا! ربنا عارف إن يوم ما تاكلوا منها عينيكم هتتفتح وهتبقوا زيه، تعرفوا الخير والشر.”
حواء شافت الشجرة شكلها حلو، وثمرها يفتح النفس. فأخدت من ثمرها وأكلت، وأعطت لآدم معاها فكل هو كمان.
عينيهم اتفتحت، وعرفوا إنهم عريانين. فخيطوا ورق تين عشان يغطوا نفسهم.

المواجهة والعقاب: نهاية قصة الجنة

سمعوا صوت ربنا ماشي في الجنة وقت هواء النهار، فاستخبوا من وشه وسط الشجر.
ربنا نادى آدم: “أنت فين؟”
قال له آدم: “سمعت صوتك فخفت، واستخبيت لأني عريان.”
ربنا سأله: “مين قال لك إنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة اللي وصيتك ما تاكلش منها؟”
آدم قال: “الست اللي أنت خلقتها معايا، هي اللي ادتني من الشجرة فأكلت.”
ربنا سأل حواء: “إيه اللي عملتيه ده؟”
قالت حواء: “الحية غرتني فأكلت.”
ربنا قال للحية: “لأنك عملتي كده، هتبقى ملعونة أكتر من كل البهائم. هتمشي على بطنك وتاكلي تراب طول حياتك. وهحط عداوة بينك وبين الست، وبين نسلك ونسلها. هو هيسحق راسك، وأنتِ هتسحقي كعبه.”
وقال لحواء: “هكثر من تعبك في الحمل، وبالوجع هتولدي أولاد. وهيكون شوقك لراجلِك وهو هيسود عليكي.”
وقال لآدم: “لأنك سمعت كلام حواء وأكلت من الشجرة اللي وصيتك ما تاكلش منها، الأرض هتتلعن بسببك. هتتعب عشان تاكل منها طول حياتك. هتطلع لك شوك وحسك، وهتاكل من عشب الحقل. بعرق وشك هتاكل عيشك لحد ما ترجع للأرض اللي جيت منها. لأنك تراب، وإلى تراب هترجع.”
آدم سمى مراته “حواء” لأنها أم كل حي. وربنا عمل لهم أقمصة من جلد ولبسها لهم.
بعدها، ربنا قال: “الإنسان بقى زينا، يعرف الخير والشر. ودلوقتي ممكن يمد إيده وياكل من شجرة الحياة كمان ويعيش للأبد.”
فربنا طردهم من جنة عدن عشان يشتغلوا في الأرض اللي اتخلقوا منها. طرد الإنسان، وحط ملاك “كاروبيم” وسيف نار متقلب عشان يحرسوا طريق شجرة الحياة.

يا ترى إيه الدروس اللي ممكن نتعلمها من قصة السقوط دي؟